العنف منذ القدم قدر محتوم كتب على جبين الوجود الإنساني، وظاهرة العنف هي الظاهرة الإنسانية الأولى التي هددت وجود الإنسان على مدى التاريخ البشري. فإذا نظرنا إلى جدلية الظواهر الإنسانية نجد أن صراع الأضداد من طبيعة الحياة، فالصفات التي أدت إلى أن يحقق الإنسان نجاحا باهرا وهي نفس الصفات التي تدمره. وظاهرة العنف هذه ازدادت بشكل ملحوظ في هذه الآونة محليا وعالميا حتى لقد أصبحت قضية سلوكية عامة، تنشر في كل المجتمعات، وتتجاوز حدود الفروق بين الثقافات وتأخذ صيغا متباينة بين مختلف البيئات، وأشار عبدالرحمن محمد العيسوي إلى ازدياد سلوك العنف في كثير من مجتمعات العالم بما في ذلك مجتمعاتنا العربية، والتي كانت تمتاز بالهدوء والاستقرار والقيم الروحية الإسلامية والشرقية وقيم المودة وحسن الجوار والسلم والسلام والرفق والهدوء والهدوء والسكينة. ويعد العنف سلوكا غير مقبول في مجتمعات ذات حضارة إنسانية راسخة.
وأشار سعيد طه محمود، وسعيد محمود مرسي، بأن العنف اتسعت دائرته لتشمل مناطق عديدة من المجتمع المصري، بل وصل الأمر إلى اختراقها للمؤسسات التربوية مما يعطي مؤشرا على خطورة الظاهرة وتعدد أبعادها وتشابك أسبابها واختلاف أنماطها وخاصة أنها (ظاهرة) تنتشر بين طلاب المرحلة الثانوية وهم الفئة العمرية التي ينتظرها عبء النهوض بالمجتمع والاضطلاع بمسؤوليات التنمية، فالمرحلة الثانوية تعتبر بمثابة العمود الفقري بالنسبة لمراحل التعليم المختلفة، حيث أنها تضم شبابا في مرحلة المراهقة.
ومنع العنف العنف في الدارس الثانوية يستلزم أكثر من اتخاذ التدابير الأمنية بمفردها فالاتجاهات لحل المشكلات تتضمن تخطيطات بناء المهارات التي تعلم الطلاب مهارات حل النزاع والتي تصبح بديلة لاستخدام العنف، إن تخطيطات صنع السلام تنشد تحسين المناخ المدرسي، وذلك باستهداف العلاقات الأساسية في المدرسة.
فالعنف سلوك مركب ومعقد ويرجع في جذوره إلى عوامل بيئية ونفسية واجتماعية واقتصادية وأكاديمية، ولذا فإن مواجهته لا بد أن تنطلق من المدخل الشامل بدلا من الاعتماد على مدخل واحد وعلى هذا الأساس فإن التعامل بأسلوب معين مع طالب عدواني ليس بالضرورة أن يفيد مع طالب آخر، كما أن مفتاح النجاح في منع العنف وإيجاد مدارس آمنة يكمن في تحديد أي البرامج والاستراتيجيات التي يجب أن تطبق، وإلى من، وبواسطة من، وفي أي مرحلة عمرية، ويجب أن يتم ذلك كله بالتعاون بين أولياء الأمور والمعلمين ورجال الإدارة المدرسية ومختلف المؤسسات المعنية، انطلاقا نت أن العنف مشكلة تربوية ولن تحل إلا بحلول تربوية.
هذا بالإضافة إلى أن الجو المدرسي بما يمليه عليه من واجبات ومشاكل دراسية تزيد آلامه وتحد من أنشطته الاجتماعية التي إذا ما قام بها لأفرغ كثيرا من انفعالاته المكبوتة، خصوصا لدى المراهقين الذين يعانون من ضعف القدرة الدراسية، والذين يتسمون بالعصبية، مما يقلل من مشاركتهم لزملائهم في الأنشطة التعليمية حيث يزيد من عزلتهم، هذا بالإضافة إلى أن هناك كثرا من المراهقين الذين ينهجون سلوكا لا عقلانيا بسبب ما يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية وأكاديمية مما يحد من توافقهم النفسي، ولذا يضيع هدفهم في الحياة.
وفي هذا الصدد أشار رينكي، وهيرمان Reinke, Herman أن نجاح البرامج الوقائية وبرامج التدخل للحد من عنف الشباب يتوقف على إدراك وتعديل أوجه المناخ المدرسي، وتعامل المدرسين والعاملين بالمدرسة مع الطلاب، والبنية المدرسية ككل، ويمكن القول أن هناك أساليب يمكن أن تكون أكثر ملاءمة من استخدام العنف، وأن ما ينقصنا هو فهم كامل للاختبارات المتاحة، وكيفية تطبيقها، وكيفّ؟ ومتى تستخدم؟ أو لا تستخدم؟
ومن منطلق أن العنف ظاهرة خطيرة تتطلب منا التفسير والتحليل والعلاج، لأنه يعرض قدرة المدرسة على إنجاز أهدافها للخطر التي من أهمها تعليم الطلاب والطالبات ومساعدتهم على تطوير مهاراتهم التي يحتاجون إليها من أجل الوصول إلى أهدافهم وتطلعاتهم في الحياة. كما أن العنف المدرسي له تأثيرات مؤذية على ثقة الطلاب بأنفسهم وتصوراتهم الذاتية عن أنفسهم. بل إن العنف المدرسي يحد من مشاركة الطلاب والطالبات في الحوار والنقاش ويقلل من إبداعاتهم وقدرتهم على التعلم ويؤدي بهم إلى الرغبة في الانعزال عن الآخرين أو حتى ممارسة العنف ضد الآخرين. كما أن العنف يمكن أن يسبب خسائر شخصية للمعلمين وبقية العاملين في حقل التعليم، حيث قد تقودهم مخاوفهم على سلامتهم إلى عدد من المصاعب في عملهم وربما يقودهم في النهاية إلى مغادرة مهنة التدريس نهائيا.
يقدم هذا الكتاب خمسة فصول:
- يسعى الفصل الأول إلى التعرف على حجم مشكلة العنف والبحث في بعض مسببات ظهوره؛
- ويسعى الفصل الثاني إلى التعرف على مفهوم العنف المدرسي ومحدداته ودوافعه وأسبابه؛
- ويسعى الفصل الثالث نحو التعرف على مظاهر العنف المدرسي ومحاوره وأنماطه ونظرياته؛
- ويسعى الفصل الرابع نحو تقديم دراسة ميدانية بعنوان (دوافع سلوك العنف لدى طلاب المرحلة الثانوية)؛
- كما يسعى الفصل الخامس نحو التعرف على سبل مواجهة وعلاج العنف المدرسي.
لقراءة الكتاب والاطلاع على هذه الفصول، يمكن تحميل الكتاب من الرابط التالي:
بعض أسرار لوحة المفاتيح المهمة جدا: من هنـــــا
يمكنك أيضا تحميل وقراءة مجموعة من الكتب:
- "سيرة حمار" لحسن أوريد من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
- " ثاني أوكسيد الحب" لمنى سلامة من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
- "الاستحمار الالكتروني" لنديم منصوري من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
- "الهشاشة النفسية" لإسماعيل عرفة من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
- "قوة عقلك الباطن" لجوزيف ميرفي من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
- "أستطيع أن أجعلك غنيا" لبول ماكينا من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
- "رائحة الدم" لمصطفى محمود من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
- "الروح والجسد" لمصطفى محمود من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
- "الأسود يليق بكِ" لأحلام مستغانمي من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
- "قوة التركيز" لجاك كانفيلد، ومارك فيكتور هانس، ولس هيووت من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
- "الخبز الحافي" لمحمد شكري من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
- "السجينة" لمليكة أوفقير من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
- "فن اللامبالاة لعيش حياة تخالف المألوف" لمارك مانسون من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب
تعليقات
إرسال تعليق