كتاب " الاستحمار الالكتروني"

القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب " الاستحمار الالكتروني"

وثائقي التربوية

في مطلع العام 2015 بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم 3 مليارات سنة، أي أكثر من 40 بالمئة من سكان الأرض، وبالرغم من التفاوتات في معدلات النفاذ إلى الإنترنت بين بلد وآخر، بحيث تصل إلى 85 بالمئة في أمريكا الشمالية وتتراجع إلى 12 بالمائة في إفريقيا، إلا أن استخدام الإنترنت بات مسألة عالمية تطال جميع المجتمعات، وغيرت من حياتهم على جميع المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية...

ولا تكمن المشكلة في عدد المستخدمين لأن هذه الأعداد تتزايد بشكل يومي وبوتيرة سريعة جدا (كل ثانية هناك 7 مستخدمين جدد)، بل تكمن المشكلة الحقيقية في كيفية الاستخدام.

ومن خلال تتبع الشبكة العنكبوتية يتبين أن جميع الفئات العمرية تتأثر من الاستخدام السلبي للشبكة، هذا التأثر الذي يختلف بحسب حجم المكوث أمام الشبكة والارتباط بها.

والأطفال هم من بين أكثر الفئات متابعة ودراية بالتكنولوجيا الحديثة. "فهم يستخدمونها لتيسير حياتهم الاجتماعية وللنفاذ إلى المعلومات والتعبير عن هويتهم". مما يضعهم أمام مخاطر المضايقات والتحرشات، أو الاطلاع على مواد غير ملائمة أو مؤذية من إباحية وعنف، أو مواد مروجة للمخدرات أو الإرهاب.

وتشير التقديرات، في المتوسط، إلى أن ثلث الأطفال استخدموا الإنترنت خلال السنوات الخمس الماضية، مما يبشر بمزيد من الخطورة في السنوات المقبلة مع نشوء جيل جديد مُرَقْمَنٍ تمثل التكنولوجيا الركن الأساسي من حياته.

إلا أن الخطورة لا تقف في حدود فئة الأطفال، بل في كونها تطال جميع الفئات العمرية والنوعية، حيث يواجه أي مستخدم للشبكة خطر الفيروسات أو تسرب معلوماته الشخصية، أو التجسس على بياناته الخاصة بما فيها الحسابات المصرفية، أو التعرض للبريد الإلكتروني التطفلي الذي يحتوي على محتويات مسيئة أو مزعجة من مصادر متنوعة عالمية أو محلية.

أمام هذا الواقع، فإننا نشهد نوعا جديدا من السيطرة أطلق عليها في دراسة سابقة، بـ" الاستعمار الإلكتروني" المتمثل بالقوة الناعمة وأساليبها، والحروب الافتراضية الخطيرة، والتجسس الإلكتروني المراقب لحياتنا.

ولم يقف الأمر ضمن حدود الاستعمار الإلكتروني بل تعداها نحو الاستئثار الإلكتروني المتمثل بالمجموعات التكفيرية التي غزت الشبكة، مولدة نهجا فكريا لا يتماشى مع أبناء الألفية الثالثة.

وبين الاستعمار والاستئثار خلصنا إلى حالة الاستحمار

والواقع، فإن فإن مصطلح الاستحمار ليس بمصطلح جديد، فقد طرحه المفكر علي شريعتي في كتابه "النباهة والاستحمار"، الذي لم يجد تعبيرا دلاليا عن حالة الاستعمار التي تعيشها شعوب منطقتنا سوى بلفظة" الاستحمار" المعتمد على التجهيل والإلهاء الساعي إلى تحويل الفرد إلى مجرد مستهلك أو ناقل أو سلعة في سوق المجتمعات الغربية.

وفي جو عصر التكنولوجيا، أضحى الإنترنت ووسائطه الإلكترونية أداة "للإلهاء الشامل" للمستخدمين العاديين، وأداة "للتشويش الشامل" بالنسبة للدول المسيطرة. هذا الإلهاء والتشويش يقودنا إلى حالة "الاستحمار الإلكتروني" التي نشهدها اليوم في العالم، وفي عالمنا العربي بشكل خاص، من خلال سوء استخدام الشبكة من قبل المستخدمين المقبلين عليها بشكل متزايد.

ويندرج هذا الكتاب ضمن محاولات رفع الوعي الشبكي لدى المستخدم العادي، والكشف عن الواقع الشبكي للمستخدم العربي والذي لا يبشر بالخير لأنه ما زال يدور ضمن دائرة الاستهلاك ولم يصل بعد إلى حدود الإنتاج لا على مستوى الأفراد ولا المؤسسات ولا الدول، مقارنة بما تحققه الدول الأخرى.

ويعتبر هذا الكتاب محاولة متواضعة في طرح الواقع الذي فرضته التكنولوجيا وتفصيل بعض تطبيقاتها على مجتمعاتنا وتحديد مخاطرها، للوصول إلى وضع بعض المقترحات للخروج من حالة السيطرة التي نعيشها، أو الوصول، على حد أدنى، إلى الوعي الشبكي أو النباهة الإلكترونية، السبيل الأساسي لتمكين المستخدمين وتحويلهم إلى شركاء في الشبكة وليس مجرد مستهلكين.

لذا، فإننا عرضنا في الجزء الأخير من الكتاب ملامح تكوين المثقف الشبكي الذي يمكننا عبره تأطير الشبكة وحل العقبات المترتبة عن سوء الاستخدام من جميع الجوانب التي ترافق حياتنا السيبرانية.

أخيرا، هذا الكتاب أصبح بين يدي القارئ العربي، ولم أقصد أبدا التحقير من قدره من خلال استخدام مصطلح "الاستحمار الإلكتروني"، بل على العكس تماما، فإن السعي هو التنبيه والتوعية للاتجاه نحو السيطرة على الشبكة لا الوقوع في شِباكها.

الدكتور نديم منصوري

لتحميل كتاب "الاستحمار الإلكتروني": من هنــــا



يمكنك أيضا تحميل وقراءة مجموعة من الكتب:

- "سيرة حمار" لحسن أوريد من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- " ثاني أوكسيد الحب" لمنى سلامة من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- "الاستحمار الالكتروني" لنديم منصوري من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- "إلى المنكسرة قلوبهم" لأدهم شرقاوي من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- "الهشاشة النفسية" لإسماعيل عرفة من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- "قوة عقلك الباطن" لجوزيف ميرفي من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- "أستطيع أن أجعلك غنيا" لبول ماكينا من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- "رائحة الدم" لمصطفى محمود من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- "الروح والجسد" لمصطفى محمود من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- "الأسود يليق بكِ" لأحلام مستغانمي من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- "قوة التركيز" لجاك كانفيلد، ومارك فيكتور هانس، ولس هيووت من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- "الخبز الحافي" لمحمد شكري من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- "السجينة" لمليكة أوفقير من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

- "فن اللامبالاة لعيش حياة تخالف المألوف" لمارك مانسون من خلال الرابط التالي: صفحة تحميل الكتاب

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات