تتوالى تأثيرات مواقع التواصل على ذاكرة الأجيال حيث التفاهة تحتل مكانا مميزا لدى الناشئة من خلال الصورة والفيديو مع غياب فعل القراءة وتأثيرها الإيجابي على ترسيخ الذاكرة التاريخية للمسلمين، وذكرى الإسراء والمعراج خير مثال على هذا القصور في الذاكرة.
فليلة الإسراء والمعراج من أعظم الليالي بالنسبة للمسلمين لما تحمله من رمزية تاريخية ودينية استثنائية، باعتبارها معجزة كبرى، قال تعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَى ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ﴾ سورة الاسراء الآية 1.
- تعريف الإسراء لغةً: هو مصدر من الفعل أسرى، والإسراء في اللغة هو السير ليلاً.
- تعريف المعراج لغةً: اسمٌ مفردٌ، جمعه معاريج، ومعارج، ومعناه المصعد والسلّم.
- تعريف الإسراء اصطلاحاً: هي الرحلة التي نقل الله -تعالى- بها نبيه من مكان إقامته في مكة، إلى المسجد الأقصى تحديداً في مدينة القدس.
- تعريف المعراج اصطلاحاً: هو عروج النبي صلّى الله عليه وسلّم، وارتقائه في طبقات السماوات العلا، حيث وصل إلى مستوى سمع فيه أصوات الأقلام تكتب الأقدار كما وصف النبي عليه الصلاة والسلام.
فالإسراء والمعراج معجزة ربانية للنبي الكريم محمد ، حيث أسري به من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس ثم تم عروجه إلى السماء وكل ذلك تم في جزء من الليل، وبذلك لا تخضع هذه الحادثة لقوانين الكون وإنما هي استثناء، لأن خالق الزمان والمكان اختصرهما وطواهما لسيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، وبذلك لا يمكن تفسيرها وفق قوانين الأرض، فهي خروج عن هذه القوانين وكذلك عن مدارك الإنسان.
يتساءل المسلمون عن موعد ليلة الإسراء والمعراج 2025، تلك الليلة المباركة التي شهدت أعظم معجزة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حين أسرى الله به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
أعلنت دار الإفتاء المصرية أن غرة شهر رجب 1446هـ وافقت يوم الأربعاء 1 يناير 2025. وبذلك تبدأ ليلة الإسراء والمعراج 2025 من مغرب يوم الأحد 26 يناير 2025 الموافق 26 رجب 1446هـ، وتستمر حتى فجر يوم الإثنين 27 يناير 2025.
إن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج مستحب شرعًا، ويجوز إحياؤها بجميع أنواع العبادات، مثل الصلاة، الذكر، الدعاء، والاستغفار، تعظيمًا لشأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفرحًا بهذه الليلة العظيمة.
صيام يوم 27 رجب مستحب، وفقًا لما ورد في نصوص الفقهاء، حيث يُعتبر الصيام في هذا اليوم من أعمال البر التي يُثاب عليها المسلم، تعبيرًا عن الفرح بما أنعم الله به على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
تعليقات
إرسال تعليق